کد مطلب:145565 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:160

حدیث سکینة لیلة عاشوراء
و قال مؤلف كتاب «نور العیون»: باسناده عن سكینة بنت الحسین علیه السلام، انها قالت: كنت جالسة فی لیلة مقمرة وسط الخیمة، و اذا أنا أسمع من خلفها بكاء و عویلا، فخشیت أن تفقه بی النساء، فخرجت أعثر بأذیالی، و اذا بأبی جالس و حوله أصحابه و هو یبكی، فسمعته یقول لهم:

اعلموا انكم خرجتم معی لعلمكم أنی أقدم علی قوم بایعونی بألسنتهم و قلوبهم، و قد انعكس الأمر، لأنهم استحوذ علیهم الشیطان، فأنساهم ذكر الله، و الان لیس لهم مقصد الا قتلی، و قتل من یجاهد بین یدی، و سبی حریمی بعد سلبهم، و أخشی أن تكونوا ما تعلمون - أو تعلمون - [1] و تستحون، و الخدع عندنا أهل البیت محرم.

فمن كره منكم ذلك فلینصرف، فان اللیل ستیر، و السبیل غیر خطیر، و الوقت لیس بهجیر.


و من واسانا بنفسه كان معنا غدا فی الجنان، نجیا من غضب الرحمان.

و قد قال جدی صلی الله علیه و آله و سلم: ولدی الحسین علیه السلام یقتل بأرض كربلاء غریبا وحیدا عطشانا فریدا، فمن نصره فقد نصرنی، و نصره ولده القائم علیه السلام، و لو نصرنا بلسانه فهو فی حزبنا یوم القیامة.

قالت سكینة: فوالله؛ ما أتم كلامه حتی تفرق [2] القوم من عشرة و عشرین، فلم یبق معه الا واحد و سبعون رجلا، فنظرت الی أبی منكسا رأسه، فخنقتنی العبرة، فخشیت أن یسمعنی، و رفعت طرفی الی السماء و قلت:

اللهم انهم خذلونا فاخذلهم، و لا تجعل لهم دعاءا مسموعا، و سلط علیهم الفقر، و لا ترزقهم شفاعة جدی یوم القیامة.

و رجعت و دموعی تجری علی خدی، فرأتنی عمتی أم كلثوم علیهاالسلام، فقالت: ما دهاك یا بنتاه؟

فأخبرتها الخبر، فصاحت: وا جداه! وا علیاه! وا حسناه! وا حسیناه! وا قلة ناصراه! أین الخلاص من الأعداء؟ لیتهم یقنعون بالفداء، تركت جوار جدك و سلكت بنا بعد المدی.

فعلا منا البكاء و النحیب، فسمع أبی ذلك، فأتی الینا یعثر فی أذیاله و دموعه تجری، و قال: ما هذا البكاء؟

فقالت: یا أخی! ردنا الی حرم جدنا.

قال: یا أختاه! لیس لی الی ذلك سبیل.

قالت: أجل؛ ذكرهم محل جدك و أبیك و أمك و أخیك علیهم السلام.


قال: ذكرتهم فلم یذكروا، و وعظتهم فلم یتعظوا، و لم یسمعوا قولی، فما لهم غیر قتلی سبیل، و لابد أن ترونی علی الثری جدیلا، و لكن اوصیكن بتقوی الله رب البریة، والصبر علی البلیة، و كظم نزول الرزیة، و بهذا أوعد جدكم و لا خلف لما أوعد، ودعتكم الهی الفرد الصمد.

ثم تباكینا ساعة و الامام علیه السلام یقول: (و ما ظلمونا و لكن كانوا أنفسهم یظلمون) [3] [4] .


[1] لم ترد في المصدر: أو تعلمون.

[2] و فيه: الا و تفرق.

[3] البقرة: 57.

[4] الدمعة الساكبة: 4 / 271 و272.